الجمعة، 2 أبريل 2010

لحظات فوق منطقية ...


دبوس

اعتاد أبو العبد على المخالفات المرورية، إما للسرعة وإما للتحميل الزائد أو لإجراءات السلامة، لكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً، حين أوقفه ذلك الشرطي الروسي الطويل وسأله بعبريته الثقيلة:"ييش لخا سيكا؟"، وتعني بالعربية:"معك دبوس؟" استغرب أبو العبد من السؤال وأجاب الإجابة المنطقية:"لا"، فما كان من الشرطي إلا أن يحرر بحقه مخالفة مرورية، شارحاً السبب بأنه:"إذا تكلّست بخاخات المياه الخاصة بالمسّاحات، بشو بدك تفتحهن؟!"




باسوورد

لم يخطر ببالي أبدا أن أتساءل عن العلاقة بين المسنجر والشبشب!! ولم يخطر ببالي أيضا أن أجد من يجيبني.
صديقي "أبو وديع" ـ كما نسميه ـ كشف لي عن سر تلك العلاقة، فذات مساء ربيعي دافئ، قررت أن تكون سهرتي في غرفته الصغيرة المطلة على الشارع، وكالعادة، دخلت لأجده نائماً في قيلولته المسائية، تاركاً حاسوبه الشخصي قيد التشغيل وموسيقى جورج وسوف تصدح في المكان، وطبعاً "المسنجر مفتوح وإشارات التنبيه طالعه نازلة!"
استيقظ على صوتي ونهض، نظر إلى اليمين... إلى اليسار... وقال غاضباً:"وين الشبشب؟! يعني لازم أعملّو باسوورد عشان ما حدا يلبسو!"


في جامعات الوطن ،،





اليوم.. وبعد أعوام من ممارستي لمهنة "طالب" في إحدى جامعات الوطن، أقف قليلاً.. أعود بذاكرتي إلى الوراء.. استذكر هنا يوماً رفضت فيه والبعض من زملائي السفر للدراسة في الخارج في قرار لم يكن بالعفوي أو نتيجة لضعف الخيارات المتاحة، فبالرغم من الصعوبات الجمة والمشاق التي واجهها الطلاب في تلك الفترة من حواجز وإجتياحات واغلاقات ..الخ، إلا انه كان قراراً مبدئياً في جوهره، ولإيماننا المطلق بأن الجامعات الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على بناء وترسيم وترصين معالم هويتنا الثقافية العربية الفلسطينية بكل جوانبها وأبعادها وخصوصيتها الفكرية.
اليوم أيضا.. أدركت أن ذلك الإيمان العميق لم يكن إلا حالة مثالية وصورة جميلة من الذاكرة باتت مفقودةً في كثير من جامعاتنا "الوطنية" التي أضحت مؤسسات ربحية ومنتجعات للتنزه والاستجمام ومنتديات للتعارف الجاد!

لا ادري لماذا علينا النقد دائماً، إلا انه يبقى وسيلة من لاحول لهم ولا قوة لا غايتهم، لذا سأبدأ نقدي من مقالة قرأتها هنا لأحد الزملاء في فلسطين الشباب تناول فيها كيف أصبحت ممارسات الاحتلال فينا ثقافة نتداولها في واقعنا الفلسطيني لأبرر وجود كل تلك الأسلاك الشائكة والبوابات الالكترونية "الذكية"، وذلك العدد الهائل من رجال الأمن المثابرين والعاملين على راحة الطلاب وسلامتهم في جامعتي!

في جامعتي الأمن مستتب.. فلن تصطدم بأحدٍ.. ولن يضايقك احدٌ أو يضيق عليك، اصرخ.. عبر عن رأيك.. تكلم.. فحرية الرأي والنقد والكلام مكفولة!

في جامعتي دعاة للفضيلة.. حيث لا مكان للرذيلة ورعاتها! في جامعتي القانون سيد الموقف، فلا أحد فوق القانون! ولا مكان للواسطة والمحسوبية والتمييز، ولا مكان للغش أيضا!

في جامعتي خدمات بلا حدود ـ فأنت الطالب كنز ثمين نغليك ونعليك فوق رؤوسناـ ! و"كل الأسعار بتغلا بتغلا وعنا تخفيض على طول"!

في جامعتي باب للزوار.. فالكل مرحب به بلا استثناء! في جامعتي تعددية وديمقراطية.. في جامعتي كل الأطياف والألوان! في جامعتي أمسيات شعرية ولقاءات ثقافية وحفلات مجانية راقصه، إلا إنها "هادفة"!

في جامعتي الكثير والكثير.. إلا أن السؤال القائم وموضع النقد والجدل.. متى ستعود جامعتي إلى سابق عهدها الجميل وحقبها التي خرجت قادة الشعب العظيم؟ متى ستعود جامعتي منارة حضارية وفكرية ومجتمعية ومشعلاً آخرا على طريق التقدم والنصر والتحرير؟ متى سترجع جامعتي محركاً حيوياً وفعالاً تأخذ دورها في محافل نهضتنا "النضالية" والفكرية والأخلاقية والمجتمعية؟

ليث عرار